الأربعاء، 11 مايو 2016

محور دوران الأرض يتغير!

محور دوران الأرض يتغير!
منذ عام 2000، بدأت حركة القطب الشمالي الأرضي تتغير باتجاه مسار جديد، ولم تعد تتجه نحو خليج هدسون في كندا أي نحو الغرب، بل بالأحرى نحو غرينيتش في إنكلترا. فمع بداية الألفية الثالثة بدأ محور دوران الأرض يتجوه فجأة نحو الشرق بسرعة نحو 17 سم في السنة، أي بمعدل يفوق ضعفي سرعته المعتادة وفق علماء الناسا.
نشرت الدراسة التي كانت معقدة في 8 نيسان الحالي 2016 في مجلة Science Advances وهي تؤكد أن توزع الكتل على سطح الأرض قد تغير، الأمر الذي يشكل سبب تغير اتجاه ح
ركة نقطة محور دوران الأرض منذ أكثر من خمسة عشر سنة.
جزء من تفسير هذا التغير يعود إلى ذوبان جليديات القطبين وغرينلندة، الذي يعود بدوره إلى الاحترار المناخي: ”إذا فقدنا جزءا من كتلة الجليديات في غرينلندة، فإن هذا يعني أن هذا الجزء من الكتلة ينتقل إلى مكان آخر على سطح الأرض“، وفق تصريح لسورندرا أذيكاري الكاتب الرئيسي للبحث المنشور. ”وبما أننا نعيد توزيع هذه الكتلة، فإن محور الدوران سيميل إلى العثور على اتجاه جديد لحركته يتوافق مع توزع الكتل الجديد. وهذا ما يسمى حركة القطب“.
وكانت الناسا قد بينت أن غرينلندة تفقد كتلة مقدارها 287 مليار طن من الجليد في السنة، في حين يفقد القطب الجنوبي أكثر من 134 مليار طن من الجليد في السنة.
مع ذلك، فإن الهطولات والتيارات البحرية والرياح تلعب دوراً أيضاً في هذه المعادلة: ”فذوبان الجليديات القطبية يفسر نحو نصف التغير في اتجاه حركة القطب، بينما تفسر التعديلات الحاصلة على كمية المياه التي تخزنها القارات النصف الثاني من هذه النسبة“.
وفي الواقع فإن الجفاف والتصحر في شبه القارة الهندية وبحر البلطيق جعلت هذه المنطقة من العالم أقل ”ثقلاً“، مما زاد من اتساع الظاهرة.
هذه ليست المرة الأولى التي تغير فيها الأرض اتجاه حركة محور دورانها، فالعلماء يرصدون ويقيسون بانتظام هذه الانتقالات والتغيرات منذ 115 سنة. وحتى عام 2000 كان القطب الشمالي ينتقل باتجاه كندا. وتبين الأرصاد الحالية أن هذا الاتجاه انعكس باتجاه الشرق.
وعلى الرغم من الأثر البشري الواضح في ذوبان الجليديات، لكن ارتفاع درجات الحرارة خلال العقدين الأخيرين يعود كما يشير العلماء إلى أسباب طبعية أيضاً منها ظاهرة إلنينو. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق