وأخيراً، انظروا إلى هذا الفيديو الرائع (الذي لا ينسى) لعطارد أثناء مروره أمام الشمس، مقدم من مرصد الدب الكبير للطاقة الشمسية Big Bear Solar Observatory.
إن مرور كوكب أمام الشمس ليس حدثاً تراه كل يوم.
ولكن هذا ما تمكن مراقبو السماء من مشاهدته البارحة من الأرض، عندما عبر كوكب عطارد أمام الشمس. وقد كان هذا أول عبور لعطارد أمام الشمس منذ أن عبر في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2006 وسيكون آخر عبور له حتى 10 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2019.
اتصال! بداية عبور عطارد البارحة كما شوهد في إنجلترا. مصدر الصورة: ديفيد بلانشفلاور David Blanchflower.
عرضت المناسبات العامة حول العالم هذا المشهد الفريد. إن عبور كوكب عطارد هو حدث أكثر تكراراً من الزهرة، وهو ثاني الكواكب التي تستطيع العبور بين الأرض والشمس. وقد عبر كوكب الزهرة أمام الشمس للمرة الثانية والأخيرة في هذا القرن في 5 و6 حزيران/ يونيو عام 2012 ولن يحدث مجدداً حتى عام 2117.
"هنالك
بقعة سوداء صغيرة على الشمس.." عطارد، تموضعه في حوالي الساعة 9 إلى 10.
مصدر الصورة وحقوقها تعود إلى: براد تايمرسن Brad Timerson.
وخلافاً لعبور كوكب الزهرة الذي هو بحجم الأرض، أنت بحاجة إلى مساعدة بصرية (تلسكوب) كي تتمكن من رؤية كوكب عطارد الصغير وهو يعبر الشمس. حوالي 9 ثواني قوسية في الحجم، أنت بحاجة إلى تكديس 180 كوكب بحجم عطارد على قرص الشمس الذي يعادل 30 دقيقة قوسية.
النقطة السوداء (عطارد)، إلى جانب مجموعة البقع الشمسية وهي تواجه الأرض. مصدر الصورة وحقوق النشر تعود إلى: @Blobrana
ساعدت هذه اللقطات الحيّة الكثير منا ممن كانت السماء لديهم غائمة، وقد أتت من مصادر متعددة منها Slooh، وناسا، وأصدقاؤنا في مشروع التلسكوب الافتراضي Virtual Telescope project.
وكما هي العادة فقد قررنا أن نعرض الصور الرائعة التي تصل إلى موقعنا Universe Today، خلال اليوم. هذه إحدى المهمات المفضلة لدينا، عرض الصور التي تصلنا من قلب الحدث. راقب هذه الصفحة لأننا سنقوم بتحديث الصور طوال اليوم وحتى الغد.
مرصد
حيوية الطاقة الشمسية التابع لناسا Solar Dynamics Observatory يلتقط عبور
عطارد من مركبة ( SPACE-ace, -ace…). مصدر الصورة: ناسا، والمرصد
الديناميكي الشمسي.
على عكس كسوف الشمس، والتي يتم انتقاؤها عادة من قبل الأقمار الصناعية التي تراقب الطاقة الشمسية في مدار منخفض حول الأرض، عادة ترصد مركبات الفضاء ذات الجهات المختلفة عبور الزهرة وعطارد في أوقات مختلفة قليلاً. نتوقع أيضاً الحصول على صورة من بعثة SOHO المشتركة بين ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية الواقعة في نقطة لاغرانج 1 (L1)المواجهة للشمس. بالإضافة إلى المرصد الديناميكي الشمسي التابع لناسا، و Hinode التابع لـ JAXA و Proba-2 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. وكلها تدور حول الأرض.
من المذهل مدى التطور الذي وصلت إليه تكنولوجيا التصوير، منذ آخر عبور عام 2006. في ذلك الوقت كانت مناظير كورونادو ألفا الهيدروجين هي الشيء الأفضل لمراقبة الشمس. أما اليوم فقد عرض الناس وشاركوا نصائح الوقاية من الشمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد استجابوا لنصيحتنا بضرورة الحفاظ على البرودة والترطيب. فلم ترد أي تقارير عن حدوث ضربات شمس من مراقبي الشمس.
ويظهر عبور عطارد حوالى 13 مرة كل قرن. وقد تمت ملاحظة أول ظهور من قبل بيير جاسندي Pierre Gassendi في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1631. وعلى الرغم من أنه بدا لهم ذا قيمة جمالية أكثر من القيمة العلمية، إلا أن عبور عطارد والزهرة في القرون الماضية كان له دور في قياس المسافة إلى الشمس عن طريق قياس اختلاف المنظر الشمسي solar parallax، والذي أعطى بدوره نطاق النظام الشمسي بعض القيم العددية الصلبة من حيث المسافة من الأرض إلى الشمس. نحن نعلم اليوم أن اختلاف المنظر الشمسي هو صغير بقيمة تبلغ 8.8، أصغر من قرص عطارد الذي رأيناه البارحة جانب الشمس.
حقيقة ممتعة: لقد تم ذكر عبور عطارد كما يُرى من الفضاء في واحد من 200 فيلم خيال علمي واسمه (Sunshine). على حد علمنا فإن عبور الزهرة لم يذكر بعد في الأفلام. كما أننا قد ذكرنا عبور عطارد وأحداث فلكية أخرى فريدة تمتد عبر الزمان والمكان في قصة الخيال العلمي التي كتبناها نحن وهي بعنوان Exeligmos.
دراسة "تأثير القطرة السوداء" تمت البارحة عند عبور عطارد. ملكية وحقوق الصورة: رالف فانديبرغ Ralf Vandeberg.
هل أنت جاهز لحقائق غريبة أخرى عن العبور؟ برحلة إلى المريخ عام 2084 يمكنك مشاهد عبور الأرض والقمر وقمر المريخ الأكثر قرباً منه (فوبوس)، في ذلك الوقت سيكون عمرك...
0 التعليقات:
إرسال تعليق