استمتع الفلكيون وعشاق الفلك بفرصة مشاهدة ظاهرة عبور كوكب عطارد أمام الشمس.
وتعد هذه ثالث رحلة عبور للكوكب من مجموع 14 رحلة سيقوم بها خلال القرن الحالي.وستتكرر الظاهرة في عام 2019 ثم في عام 2032.
ومن المستحيل رؤية الحدث بالعين المجردة أو المنظار، إذ يمثل ذلك خطورة على العين، غير أن مجموعة من علماء الفلك في شتى أرجاء العالم وفروا فرصة رؤية الحدث من خلال تليسكوبات.
كما أتيح بث حي مباشر على الإنترنت للظاهرة من الفضاء ومن خلال تليسكوبات أرضية.
وظهر عطارد كدائرة صغيرة سوداء، أصغر وأكثر ظلاما من الكثير من البقع الشمسية، وهو يتحرك ببطء عابرا قرص الشمس الأصفر العملاق.
ويدور عطارد حول الشمس مرة كل 88 يوما في مدار مائل إلى الأرض، ويجعل هذا التناقض من النادر أن تصطف الأجسام الثلاثة في صف واحد في الفضاء.
وأمكن متابعة رحلة عطارد من غرب أوروبا وشمال غربي أفريقيا ومعظم الأمريكتين.
وتعتبر "استرالاسيا"، الواقعة في أقصى شرق آسيا والقطب الجنوبي، الأرض الوحيدة التي لا يمكن رصد الحدث منها تماما.
ونظرا لصغر حجم كوكب عطارد، حوالي ثلث حجم الأرض من منظورنا، 1/150 من قطر الشمس، يمكن رؤية عبور الكوكب بقوة تكبير عالية، كما لن يجدي استخدام "نظارات الكسوف الشمسي" التي استخدمها الآلاف العام الماضي لرؤية الظاهرة.
ولتجنب حدوث أضرار للعين، يجب أن يكون التيليسكوب المستخدم مزودا بمرشح شمسي قبل النظر إلى الشمس. وقدمت الجمعية البريطانية الفلكية على موقعها الإلكتروني إرشادات للهواة لمساعدتهم على الاستمتاع برؤية الكوكب دون حدوث ضرر.
وقال ديفيد روزيري، خبير في كوكب عطارد، إن الحدث وإن كان لا يمثل فرصة علمية جديدة، إلا أنه حدث خاص.
وقال لبي بي سي :"ليس من المحتمل أن نعرف أي شئ لا نعرفه بالفعل من خلال رحلة عبور الكوكب هذه. لكن ما أجمل أن يشاهد الناس كوكب عطارد. إنه كوكب من الصعب رؤيته".
وأضاف : "من الناحية التاريخية يمثل عبور الكواكب أهمية كبيرة".
ويعتبر روزيري خبيرا في كوكب عطارد وعالما بارزا في مهمة "بيبيكولومبو" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، وهي مهمة علمية للكوكب الصغير تبدأ عام 2017 أو 2018.
وكانت مركبتا فضاء تابعتان لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" قد زارتا كوكب عطارد: مركبة (مارينر 10) خلال عامي 1974 و 1975، في حين قضت المركبة (ماسينجر) أربع سنوات في مدار حتى تحطمت أثناء هبوطها في عام 2015.
وأضاف روزيري : "أخبرتنا المركبة ماسينجر بالكثير عن الكوكب، قالت لنا إننا لا نعرف عطارد، لأن هناك الكثير من الأشياء والمعلومات لم نكن نعرفها".
وقال : "إنه جسم لاهوائي، به الكثير من الفوهات، فضلا عن وجود تاريخ طويل من النشاط البركاني، كما أن تكوينه، والذي كانت ماسينجر قد بدأت في الكشف عنه، غريب جدا".
وأضاف : "يوجد القليل جدا من الحديد على السطح، لكن لابد وأنه يحتوي على نواة هائلة من الحديد، لأن ذلك يولد مجالا مغناطيسيا لا يوجد في كواكب الزهرة والمريخ والقمر".
0 التعليقات:
إرسال تعليق