المنطقة العربية على موعد عقب غروب شمس اليوم
الثلاثاء 8 أبريل مع وقوع كوكب المريخ على استقامة واحدة مع الأرض والشمس في ظاهرة تسمى التقابل.وسوف يشرق المريخ
عند غروب الشمس وسيظهر للراصد بالعين المجردة كنجم أحمر برتقالي أسطع بـ 10 مرات من ألمع نجم من المرتبة الأولى ومن
خلال تلسكوب متوسط الحجم يمكن رؤية القرص الضارب للحمر وبعض التفاصيل المظلمة إضافة للقبة القطبية البيضاء الشمالية
والتي تواجه الشمس حاليا منذ بداية فصل الصيف في النصف الشمالي من المريخ في فبراير الماضي،ومن خلال التصوير الفلكي
يمكن الكشف عن المزيد من التفاصيل مثل العواصف الغبارية كالغيوم فوق البراكين المريخية والضباب الجليدي في الفوهة الضخمة
هليلس.ومنذ انتهاء شهر مارس وبداية شهر أبريل فإن المسافة بين الأرض والمريخ تتقلص بحوالي 300 كيلو متر في كل دقيقة
وعند انتهاء الإلتقاء في منتصف أبريل فإن المسافة بين الأرض والمريخ ستكون 92 مليون كيلو متر فقط ،وهذا رقم صغير حسب
المقياس الضخم في نظامنا الشمسي.وفي هذا الحدث سيقع المريخ على مسافة 0.62 وحدة فلكية وسيكون قياس قرصه الظاهري
15.1 ثانية قوسيه وسيلمع ساطعا – 1.4،وهنا يجب التأكيد أنه حتى في أقرب إقتراب للمريخ من الأرض سيكون المريخ للراصد
بالعين المجردة في صورة نجم أحمر براق فقط ومن خلال منظار ثنائي العينية بسيط يمكن الكشف عن قرص الكوكب.وفي يوم
التقابل سيكون المريخ والأرض والشمس تنتظم على خط مستقيم تقريبا ولكنهما لن يكونا في أقرب اقتراب وذلك نظرا لأن مدارات
الكواكب حول الشمس ذات شكل بيضوي.ولذلك فان يوم أقرب اقتراب لن يحدث إلا بعد أسبوع من التقابل،ولو كان مدار المريخ
دائري تماما لكان 8 أبريل هو أيضا يوم أقرب اقتراب.لذلك بعد أسبوع من حدوث التقابل مساء يوم الاثنين 14 أبريل سيحدث
أقرب اقتراب بين الأرض والمريخ وتفصل بينهما مسافة 92 مليون كيلو متر،وفي هذا اليوم سيكون المريخ بالقرب من القمر البدر.
وبعد وضعية التقابل فإن الأرض تتحرك سريعة مبتعدة عن المريخ لذلك فان المريخ سوف يظهر قرصه الظاهري كبيرا ويكون براق
في سماء الليل لبضعة أسابيع.وسيكون شهر أبريل 2014 الأفضل لرؤية هذا الكوكب براقا ساطعا من الغروب وإلى فجر اليوم التالي
وسيكون المريخ ثاني ألمع كوكب في سماء الليل بعد كوكب المشتري العملاق وسيظهر المريخ ونجم الشعرى اليمانية بنفس اللمعان
تقريبا.وخلال الأسابيع التالية من التقابل يصل المريخ إلى أعلى نقطة في السماء مبكرا بأربع دقائق في كل ليلة وذلك نتيجة تقدم
الأرض في مدارها حول الشمس.يشار إلى أنه ليس كل التقابلات بنفس المسافة وذلك بسبب أن مدارات الكواكب أهليجية الشكل،
ففي العام 2003،وقع المريخ في أقرب اقتراب إلى الأرض في 50.000 سنة،أما تقابل العام 2014 لن يكون تاريخيا ولكن
وبالرغم من ذلك سيكون جميلا.وسوف تعود الأرض وتقع في استقامة مع المريخ من جديد بعد سنتين في 22 مايو 2016.
0 التعليقات:
إرسال تعليق