الأحد، 16 فبراير 2014

كويكب ذو خطورة محتملة يقترب من الأرض غدا

في الـ 17 من شهر فبراير/شباط الجاري، سَيقترب الكُويكب "2000 EM26" من الأرض. يَبلغ قُطر الكُوَيكب عرض ثلاثةِ ملاعب كرةِ قدم (270 متراً) وسُرعته تقترب من 12.37 كيلومتر في الثانية.
هذا الأمر يُعيد للأذهان أخطار ضربات الكُويكبات بعد سنة واحدة فقط من حدثين تاريخيين وقعا في 15 فبراير/شباط 2013

سيقوم Slooh (وهو خدمة تليسكوب آلي على الانترنت) ببث صورٍ حية من جزر الكناري للكُويكب المُحتمل الخطورة أو ما يطلق عليه بالإنكليزية Potentially Hazardous Asteroid PHA وهو يَقترب من الأرض يوم الاثنين 17 شباط/فبراير الجاري عند الساعة 2:00 بتوقيت غرينتش. من المُمكن للمشاهدين أن يزورو موقع Slooh لمشاهدة البث مجاناً أو عن طريق تحميل تطبيق Slooh على الأجهزة الذكية. الصُور الحيّة ستترافق مع نِقاشات يقودُها مُضيف Slooh ورائد الفضاء بوب بيرمان و المُشرف الفني لـ Slooh بول كوكس، بالإضافة إلى ضيف خاص وهو البروفيسور مارك بوزلو الخبير في الإصطدامات الكوكبية والكوارث العالمية وصاحب الإطلالات الكثيفة في مختلف البرامج العلمية والوثائقية. يمكن للمُشاهدين أن يطرحو الأسئلة خلال العرض.

يقوم Slooh بشكلٍ رُوتينيّ بِمُلاحقة الأجسام المُحتملة الخُطورة، سواء كانت مُذّنبات أو كُويكبات ذات أحجامٍ كبيرة وذات مداراتٍ قريبة من الأرض، والتّي من شأنِها أن تجعل من هذه الكُويكبات خَطراً كامناً نظراً لقُدرتها على التّسبب بأضرارٍ كبيرة إذا ما اصطدمت بكوكبنا. البثُ الحيّ لـ Slooh جَذب ملايين المشاهدين وأصبح صوتاً حاضراً بقوة يضمن توعية الناس.

منذ عام 2008 قام Slooh بتغطية العديد من الكُويكبات التّي اقتربت من الأرض، مِنها كُويكبات 2012 LZ1 و "توتاتيس" و "ابوفيس". العمل الذي قام به Slooh في هذا المجال كان جلياً وواضحاً في عام 2013 عندما دعت ناسا Slooh كي يَشترك معها في تحدّي ناسا الكبير للكُويكبات.

أعضاء Slooh يقومون بمراقبة ومتابعة الـ NEAs أو الكُويكبات القريبة من الأرض كُل ليلة للمساعدة في تحديد مداراتها وخطورتها بدقة.

يقول بيرمان: " على المستوى العملي، كُويكبٌ غيرُ معروف وغير مُكتَشف يبدو أنّه سَيضرُب الأرض مُسبباً أضرار وإصابات مرّة كل قرن أو ما إلى ذلك. كما شهدنا في الـ 20 من شهر حُزيران/يونيو عام 1908 وكذلك في 15 من شهر شباط/فبراير 2013. كل عدة قرون، كُويكبٌ أكبر وأقوى سيضربنا، لكن لحُسن الحظ عادةً ما يقع هذا الكويكب في المحيط أو في أرضٍ مهجورة كأنتراكتيكا(القارة القطبية الجنوبية)، لكن الخطر جاري، وحقيقة أن الأحداث المُتّعلقة بتغيّرات المُحيط الحيوي تبقى مهما صَغُرت أخطار سنوية حقيقية مُمكنة، تفرض علينا أنّه من الحِكمة اكتشاف ومُلاحقة كل الأجسام القريبة من الأرض وكذلك وضع خطط للطوارئ بهدف تشتيت هذه الأجسام في مدة قصيرة اذا ما دعت الحاجة".

الباحث والمُشرف الفني لـ Slooh بول كوكس يقول:"نحن مُستمرون في اكتشاف هذه الكُويكبات ذات الخطورة المحتملة. في بعض الأحيان نكتشفها قبل أيام فقط من اقترابها من الأرض. حملتنا البحثية تتعاون وتحشد القوى مع أعضاء فريق Slooh مُستخدمين تليسكوب آلي لمراقبة هذه الكميات الكبيرة من الصخور الفضائية ذات الخطورة المحتملة. علينا أن نجدها قبل أن تجدنا وتصل الينا!".

قبل سنة من الآن في 15 من شباط 2013، شهد العالم حدثين مذهلين: أحدهما كان متوقعاً بينما الأخر لم يكن كذلك. رواد الفضاء تنبؤا بوصول الكويكب 2012 DA14 القريب جداً والذي يزن حوالي 40,000 طن وقطره 30 متر. رغم أنه لم يصب الأرض لكنه اقترب إلى حد 27,680 كيلومتر، أي أنه كان أقرب حتى من الأقمار الصناعية المتزامنة مع الأرض. في الحقيقة، فإن الكويكب القريب من الأرض NEA 2012 DA14 كان أقرب جسيم من هذا الحجم مر على الأرض في حياتنا. قام Slooh بملاحقة DA14 بنجاح ببث حي من نقطة المراقبة الخاصة به في جزر الكناري مستخدماً تقنيات تصوير خاصة.

في نفس اليوم(أي 15 شباط/فبراير من عام 2013) مزق شئٌ غير متوقع سماء تشيليابينسك في روسيا ملحقاً الأضرار بآلاف المنازل، حيث كسر العديد من النوافذ وتسبب الزجاج المحطم بإصابات عديدة. هذا الجسم اكتشف لاحقاً على أنه كويكب كذلك. لقد كان قطره 20 متراً وانفجر على مسافة 18 ميلاً فقط فوق سيبيريا مطلقاً طاقة تعادل طاقة أكثر من 20 قنبلة ذرية ( 460 كيلوطن من الـ "تي ان تي" تقديرياً). وفي حين يتابع المحللون نقاشاتهم حول ضخامة وهول هذا الحدث، يظن العديد من الأشخاص أن سكان تشيليابينسك كانو محظوظين جداً بحيث تمكنو من النجاة من هذا الحدث السماوي بدون أي خسائر في الأرواح.

إحياءاً لذكرى 15 من شباط/فبراير، قامت الحكومة الروسية بإعلان أن 10 ميداليات ذهبيات للفائزين في المسابقات الأولمبية الشتوية في شباط 2014 الجارية في سوتشي ستزود بشظايا من نيزك تشيليابينسك.

0 التعليقات:

إرسال تعليق