الخميس، 17 أكتوبر 2013

نبتون في سماء ليل هذا الأسبوع

 مقـــال
يُشرق نبتون في سماء ليل هذا الأسبوع 
نبتون خافت إلى درجة لا يمكن معها رؤيته بالعين المجردة, و لكن يمكنك اليوم أن ترى الكوكب الأزرق و هو يُشرق باستخدام المناظير. 
يقع نبتون على بعد يبلغ حوالي 2.8 مليار ميل (4.5 مليار كم) عن الشمس. مع استبعاد بلوتو ليصبح في وضع كوكب قزم, يُعتبر نبتون الآن أكثر الكواكب "الكلاسيكية" بعدا في النظام الشمسي. هذا الكوكب أصغر بقليل من اورانوس, و بقطر يبلغ حوالي 30775 ميل (49528 كم). 


و بقدره البالغ 
+7.8, يكون أكثر خفوتا من اورانوس بحوالي ستة أضعاف. مع ذلك, إذا ما ذهبت إلى منطقة بسماء صافية و داكنة و قمت بفحص خريطة النجوم بشكل حذر, لن يكون لديك أي مشكلة في إيجاده بالاعتماد على المناظير. يمكن إيجاد نبتون بين نجوم كوكبة الدلو و التي تتواجد مباشرة في الأفق الجنوبي الشرقي بعد هبوط الليل. 

إن محاولة تمييز قرص نبتون باستخدام التلسكوب سيكون أمرا أكثر صعوبة مما هي الحال مع اورانوس. فأنت بحاجة إلى تلسكوب 4 – انش (10 سنتيمتر) على الأقل, مع قوة تكبير لا تقل عن 200,و هذا الأمر من أجل تحويل نبتون إلى نقطة زرقاء صغيرة فقط. 

عام حلقي مضطرب 
مرت المركبة الفضائية فوياجر2 بالقرب من نبتون في العام 1989, و كشفت عن غلاف جوي أزرق غامق مع تواجد لتموجات من سحب بيضاء تتحرك بسرعة. 
تواجدت أدلة كثيرة أيضا على وجود بقعة مظلمة عظيمة, مشابهة للبقعة الحمراء العظيمة المتواجدة على المشتري. و من خلال استخدام تلسكوب هابل الفضائي, تبين أن تلك البقعة العظيمة التي شاهدتها فوياجر2 قد اختفت, ليحل مكانها واحدة أخرى. 

يتألف الغلاف الجوي لنبتون بشكل رئيسي من المكونات الهيدروكربونية. كشفت المركبة الفضائية فوياجر2 أيضا عن وجود ثلاث حلقات على الأقل تحيط بنبتون و مكونة من جسيمات ناعمة جدا. 
في آخر إحصاء, تبين أن نبتون يأوي 14 قمر, أحدها تريتون, يمتلك غلافا جويا رقيقا و مكون من النيتروجين و هو اكبر من بلوتو من حيث القطر بحوالي 1700 ميل (2736 كم). و لأن نبتون يتحرك بشكل عكسي على مداره, يقترح بعض العلماء بأن نبتون قام في الواقع بأسر القمر تريتون في الماضي البعيد. من الممكن ربما للأشخاص الذين يمتلكون تلسكوبا 12 – انش (30 سنتيمتر) أو أكثر أن يلقوا نظرة خاطفة على تريتون, القريب جدا من نبتون. 

السباق لإيجاد نبتون 
تم اكتشاف نبتون بعد فترة طويلة من المراقبات التي تمت على أورانوس. اعتقد الفلكيون و بشكل نظري بوجود جسم ما غير معروف يقوم بالتأثير على مدار اوروانوس. 

في العام 1846, عمل فلكيين هما اوربان ليفيرييه (1811-1877) من فرنسا و جون كوخ آدامز من بريطانيا (1819 - 1892) كلٍ على حدا على هذه المسألة. لم يعرف أي منهما بما كان الآخر يقوم به, و لكن في النهاية تمكن الاثنان من البرهان على وجود مسار محتمل للجسم المفترض و الذي كان يؤثر على مدار اورانوس.
اعتقد الاثنان بوجود ذلك الجسم غير المرئي في كوكبة الدلو. قام آدم و الذي كان تلميذا في جامعة كامبريدج, بريطانيا بإرسال نتائجه إلى السير جورج ايري (1801-1892), و الذي كان فلكيا ملكيا, و أرسل مع تلك النتائج تعليمات محددة تماما عن المكان الذي يجب النظر إليه. 

و لأسباب غير معروفة, تأخر ايري لعام كامل عن البدء في البحث. في الوقت نفسه, كتب ليفيرييه لمرصد برلين يطلب منهم البحث في المكان الذي تنبأ به. قام كل من جوهان غالي و هاينريتش دي ارست بتنفيذ التعليمات التي أرسلها ليفيرييه و وجدا الكوكب الجديد في أقل من ساعة. 

في الشهر السابع من العام 2011 أكمل نبتون رحلته الكاملة الأولى حول الشمي منذ اكتشافه في العام 1846. 

في الغالب, غاليلو وجده 
تقريبا لم يُكتشف نبتون من قبل آخرين أبدا, عدا الفلكي الإيطالي الشهير غاليلو غاليلي بالاعتماد على تلسكوبه 2.5 – سنتيمتر. قام غاليلو بتسجيل الكوكب على أنه نجم بقدر يبلغ 8 خلال قيامه برصد المشتري و نظامه المكون من أربعة توابع طبيعية في 28-12-1612. 
بعد حوالي شهر واحد فقط, و في 27-1-1613, سجل غاليلو وجود نجمين في حقل تلسكوبه, أحدهما كان نبتون. قام غاليلو بعدها في الليلة اللاحقة بالنظر من جديد, و لاحظ بأن النجمين أصبحا على بعد كبير عن بعضهما البعض. و لو استمر غاليلو بمراقبة الأمر لليالي أخرى, لكان غالبا قد لاحظ أن أحد تلك "النجوم" يتحرك في الواقع. 

و مثل غاليلو, تعثر الراصدين الآخرين بنبتون دون أن يدركوا طبيعته الحقيقية. و من بينهم الفلكي الفرنسي لالاندي (1795), الفلكي البريطاني جون هيرتشيل (1830), و الفلكي الاسكتلندي فون لامونت, حيث شاهده الأخير قبل أيام فقط من اكتشافه في العام 1846. اعتقد الجميع بأنه لم يكن إلا مجرد نجم عادي. 

حـــول الصورة – تم التقاط هذه الصورة بواسطة المركبة الفضائية فوياجر2 بالاعتماد على المرشحات الأخضر و البرتقالي الموجودين في الكاميرا ضيقة الزاوية. تم التقاط الصورة من مسافة تبلغ 4.4 مليون ميل عن الكوكب, قبل أربعة أيام و 20 ساعة من أقرب وصول للمركبة من الكوكب. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق