مقــــال
عمليات الهطل الشهابي و النجوم الساقطة: التشكل, حقائق و الاكتشاف (نتمنى الفائدة)
ناسا بالعربي – لاتنسى فلديك هذه الأيام الهطل الشهابي للجباريات و تبقى لدينا في هذا العام عمليات الهطل الشهابية التالية:
• الهطل الشهابي للثوريات الجنوبية (taurids) سيصل ذروته في يومي 4 و 5-11-2013. يظهر هذا الهطل و كأن مصدره كوكبة الثور. يشتهر هذا الهطل بأنه يقدم احتمالا لظهور كرات نارية في السماء (ستعرف ذلك جيدا بعد قراءة المقال كاملا), أو شهبا لامعة جدا. يقدم لنا هذا الهطل بين 6 إلى 7 شهب في الساعة الواحدة.
• الهطل الشهابي للثوريات الشمالية و سيصل إلى ذروته بين 11 و 12-11-2013. في ذروته, يقدم لنا هذا الهطل حوالي 7 شهب في الساعة الواحدة, و يحدث هذا بشكل نموذجي عند منتصف الليل تقريبا, أي عندما تكون كوكبة الثور موجودة عاليا في السماء.
• الهطل الشهابي للأسديات (Leonids) و سيصل إلى ذروته بين 16 و 17-11-2013. و سنتحدث عنه بالتفصيل ضمن المقال, يبدو هذا الهطل و كأنه صادر عن كوكبة الأسد.
• الهطل الشهابي للتوأميات و سيصل ذروته بين 13 و 14-12-2013. يبدو هذا الهطل و كأنه ناجم عن نجمي رأس التوأمان المقدم (Castor) و رأس التوأمان المؤخر (pollux) الموجودين في كوكبة الجوزاء (Gemini). يعتبر هذا الهطل من عمليات الهطل الأفضل للرؤية في كلا نصفي الكرة الأرضية. هذا الهطل ينافس هطل البرشاويات من حيث وفرة الشهب و التي يمكن أن تصل بين 50 و 100 شهاب في الساعة الواحدة. و بسبب كون هذا الهطل غزير, فحتى لو وجد ضوء القمر يمكن للكثير من الشهب أن تظهر لنا و تتغلب على لمعان ضوء القمر (يمكنك قراءة المزيد عن هذا الهطل في المقال أيضا).
تُعد مشاهدة الهطل الشهابي في ليلة مظلمة و صافية تجربة لا يمكن نسيانها. هذا العرض الكوني يجعل حتى أقوى الفلكيين ينظرون بخشوع إلى آلاف الأشرطة الضوئية التي تومض و تخترق سماء الليل مشكلة عرضا سماويا مثيرا للإعجاب.
يحدث الهطل الشهابي عندما تقوم الجسيمات أو الغبار الناتج عن المذنبات أو الكويكبات بدخول الغلاف الجوي للأرض عند سرعة عالية جدا. عندما تقوم تلك الجسيمات بصدم الغلاف الجوي, تلامس مثيلاتها الموجودة في الغلاف الجوي و ينشأ احتكاك يؤدي إلى تسخين الشهب إلى درجات حرارة تفوق 3000 درجة فهرنهايت. تقوم هذه الحرارة بتبخير معظم الشهب, خالقة بذلك ما ندعوه بالنجوم الساقطة ( و التي يصبح معظمها مرئيا عند ارتفاع يبلغ حوالي 60 ميل). تتناثر بعض الشهب بشكل كبير, الأمر الذي يؤدي إلى وميض أكثر لمعانا و يُعرف بالكرة النارية, الأمر الذي يمكن سماعه من مسافة تصل إلى 30 ميل.
مــا هي الشهب؟
معظم الشهب صغيرة جدا و لها حجم حبة رمل, و لذلك فهي تتفتت في الهواء. الشهب الأكبر التي يمكن لها أن تصل إلى سطح الأرض تُعرف بالنيازك و هي نادرة.
إن تحطم الجسم يعتمد على تركيبه, سرعته و زاوية الدخول. الشهب الأكثر سرعة و التي تدخل عند زوايا مائلة تعاني من إجهادات أكبر. تقاوم الشهب المكونة من الحديد الإجهاد بشكل أكبر من تلك الصخرية. حتى أن الشهاب المكون من الحديد عادة ما يتحطم عندما يصبح الغلاف الجوي أكثر كثافة, أي على ارتفاع حوالي 5 إلى 7 ميل.
يمكن أن تنفجر الشهب الكبيرة فوق السطح مُشكلة دمارا واسعا جراء الانفجار و الحريق الذي يمكن أن يعقبها. حصل هذا الأمر في العام 1908 فوق سيبيريا, ضمن ما عُرف بحدث تونغوسكا.
حقائق حول عمليات الهطل الشهابي
غالبا ما يتم رؤية الشهب و هي تسقط من السماء فقط – واحد هنا, و آخر هناك. و لكن هناك أوقات خاصة من السنة نشاهد فيها عشرات أو حتى مئات الشهب في الساعة الواحدة و هي تضيء سماء الليل, و تبدوا لنا و كأنها قادمة من جزء محدد من السماء, و تُشع في كل الاتجاهات, و من ثًّم تسقط باتجاه الأرض واحدا بعد الآخر.
تحصل عمليات الهطل الشهابي عندما تمر الأرض عبر ذيل حطامي خلفه ورائه مذنب. على سبيل المثال, فإن الهطل الشهابي للجباريات يحصل عندما تمر الأرض عبر سحابة من الحطام الذي نتج عن مذنب هالي. عمليات الهطل الأخرى ناتجة عن الحطام الناتج عن الكويكبات. يمكن للآلاف من هذه الجسيمات الموجودة في الحطام أن تدخل الغلاف الجوي للأرض, مُشعلة و تاركة ورائها ذيول نارية خلال احتراقها في الغلاف الجوي.
بشكل وسطي, يمكن للشهب أن تصل إلى سرعة تبلغ 30000 ميل في الساعة (48280 كيلومتر في الساعة) ضمن الغلاف الجوي و أن تصل درجة حرارتها إلى حوالي 3000 درجة فهرنهايت (1648 درجة سيلسيوس). أحيانا, يمكن للشهب أن تنفجر ضمن كرات نارية مهيبة يُمكن رؤيتها في وضح النهار.
عمليات هطل شهابي للمشاهدة
هناك عدة عمليات هطل شهابي دورية يمكن للفلكيين و الراصدين الهواة أن ينتظروها في كل عام.
الأســـديات (Leonids): يعتبر الهطل الشهابي للأسديات أكثر عمليات الهطل الشهابي إثارة للإعجاب و أكثرها لمعانا و تُعرف أيضا بملك الهطل الشهابي. يمكن أن يَنتج عن هذا الهطل عاصفة شهابية حيث تمطر الأرض بالآلاف من الشهب خلال الدقيقة الواحدة عندما تصل إلى ذروتها. في الحقيقة, تم صياغة تعبير الهطل الشهابي بعد أن قام الفلكيين برصد أحد أكثر عروض الأسديات إثارة في العام 1833. إن أجمل عروض الهطل الشهابي "الأسديات" يحصل في مجال زمني يصل تقريبا إلى 33 يوم فقط. آخر العروض المذهلة للأسديات حصل في العام 2002 حيث أنار سماء الأرض و لا يتوقع أن يعود هذا العرض حتى العام 2028.
البرشاويات (Peseids): هطل شهابي آخر يستحق أن نبقى مترقبين له خلال الليل, هو الهطل الشهابي للبرشاويات الذي يترافق مع مرور الأرض عبر حطام مذنب سويفت – توتل. تمر الأرض عبر مدار هذا المذنب في كل عام خلال الشهر الثامن (اوغست). هذا الهطل ليس نشطا كالأسديات, و لكنه الهطل الشهابي الأكثر مشاهدة في السنة, و يصل ذروته في 12 أوغست من كل عام مع معدل للشهب يتجاوز 60 شهاب في الدقيقة.
الجباريات (Orionids): الهطل الشهابي للجباريات, و كما ذُكر في الأعلى, يُمطر الأرض بشهب ناتجة عن مذنب هالي و الذي يكمل دورة واحدة حول الشمس كل 75 إلى 76 سنة. يحصل الهطل الشهابي للجباريات في الشهر العاشر (اوكتوبر) من كل عام و يمكن أن يستمر لمدة أسبوع, يمكن للراصدين الصبورين أن يرصدوا ما يقع بين 50 إلى 70 نجما ساقطا في الساعة الواحدة عندما يصل هذا الهطل إلى ذروته. تم تسمية عمليات الهطل الشهابي نسبة إلى الكوكبات التي تبدوا و كأنها مصدر للهطل.
تصدر الجباريات عن كوكبة الجبار العظيم (اورايون), في حين أن البرشاويات تبدوا و كأنها صادرة عن كوكبة فرساوس (حامل رأس الغول). عمليات الهطل الشهابي الأخرى التي تستحق المشاهدة هي الكوادرانتيدات (Quadrantids), التوأميات (Geminids), القيثاريات (Lyrids).
الكوادرانتيدز (Quadrantids): ينتج الهطل الشهابي للكوادرانتيدات عن حطام الكويكب المعروف بـ 2003EH1 و الذي كان في الغالب جزءا من مذنب تمزق إربا قبل قرن من الآن. دخل الحطام إلى الغلاف الجوي للأرض في وقت مبكر من الشهر الأول في العام 2012 و قدم للفلكيين و الراصدين الآخرين عرضا موجزا استمر لعدة ساعات.
التوأميات (Geminids): مثل الكوادرانتيدات, ينتج الهطل الشهابي للتوأميات عن الجسيمات الغبارية لكويكب, و لكن في هذه المرة الكويكب القريب من الأرض و المعروف بـ 3200Phaeton. معظم عمليات الهطل الشهابي تنتج عن المذنبات, و لذلك فإن امتلاك الكوادرانتيدات و التوأميات لكويكب كمصدر لها جعلها مختلفة عن عمليات الهطل الشهابي الأخرى. تنشر التوأميات ما يصل إلى 40 شهاب في الساعة الواحدة عندما تصل ذروتها, و تبدوا و كأنها صادرة عن كوكبة الجوزاء.
أفضل الأوقات و الأزمنة لرؤية عمليات الهطل الشهابي
الناس الذين يعيشون في النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجودين في أفضل موقع من أجل رصد أكثر عمليات الهطل الشهابي جمالا. على سبيل المثال, تقع أمريكا الشمالية مباشرة أسفل منطقة من السماء يظهر فيها ضمن الشهر الأول الهطل الشهابي للكوادرانتيدات.
يمكن للقمر اللامع أن يُخفض من احتمالية رؤية هطل شهابي جيد, الأمر الذي يستبعد معظم الشهب عدا تلك الأكثر لمعانا. يُخفف التلوث الضوئي أيضا من امكانية رؤية المشهد, و لذلك فإن أفضل الأماكن لرؤية الهطل الشهابي, هي المواقع الريفية.
تُعتبر ساعات ما قبل الفجر من أفضل الأوقات لمشاهدة معظم عمليات الهطل الشهابي, عندما يكون ذلك الجزء من الأرض الذي تقف عليه مواجها لاتجاه مدار الأرض. الأمر مشابه لصدم البعوض للزجاج الأمامي لسيارة عند تحركها. من ناحية أخرى و في الساعات المتأخرة من الليل, تصبح الشهب أقل تواجدا – بشكل يشابه لصدم البعوض للمصد الخلفي لسيارة.
أفضل أوقات السنة لرؤية عمليات الهطل الشهابي
يمكن رؤية عمليات الهطل الشهابي في أوقات مختلفة من السنة, و يعتمد الأمر على مواعيد مرور الأرض عبر مسار مذنب أو كويكب. تحصل بعض عمليات الهطل الشهابي بشكل سنوي, بعضها الآخر يظهر خلال فترة تمتد على عدة سنوات, في حين أن بعض أفضل العروض – العواصف الشهابية – يمكن أن تحصل لمرة أو اثنتين خلال العمر.
يمكن للطقس أن يعيق الحصول على مشهد جيد للهطل الشهابي. تعتبر السماء الصافية هبة لراصدي الليل, و لذلك فإن عمليات الهطل الشهابي في الصيف هي الأكثر توقعا من تلك التي تحصل في أشهر الخريف أو الشتاء.
حـــول الصورة -
هذه الصورة للهطل الشهابي للتنينات (Draconid). و الذي قدم عرضا مذهلا في الشهر العاشر من العام 2011. حيث شاهد الراصدين الأوروبيين أكثر من 600 شهاب في الساعة الواحدة.
عمليات الهطل الشهابي و النجوم الساقطة: التشكل, حقائق و الاكتشاف (نتمنى الفائدة)
ناسا بالعربي – لاتنسى فلديك هذه الأيام الهطل الشهابي للجباريات و تبقى لدينا في هذا العام عمليات الهطل الشهابية التالية:
• الهطل الشهابي للثوريات الجنوبية (taurids) سيصل ذروته في يومي 4 و 5-11-2013. يظهر هذا الهطل و كأن مصدره كوكبة الثور. يشتهر هذا الهطل بأنه يقدم احتمالا لظهور كرات نارية في السماء (ستعرف ذلك جيدا بعد قراءة المقال كاملا), أو شهبا لامعة جدا. يقدم لنا هذا الهطل بين 6 إلى 7 شهب في الساعة الواحدة.
• الهطل الشهابي للثوريات الشمالية و سيصل إلى ذروته بين 11 و 12-11-2013. في ذروته, يقدم لنا هذا الهطل حوالي 7 شهب في الساعة الواحدة, و يحدث هذا بشكل نموذجي عند منتصف الليل تقريبا, أي عندما تكون كوكبة الثور موجودة عاليا في السماء.
• الهطل الشهابي للأسديات (Leonids) و سيصل إلى ذروته بين 16 و 17-11-2013. و سنتحدث عنه بالتفصيل ضمن المقال, يبدو هذا الهطل و كأنه صادر عن كوكبة الأسد.
• الهطل الشهابي للتوأميات و سيصل ذروته بين 13 و 14-12-2013. يبدو هذا الهطل و كأنه ناجم عن نجمي رأس التوأمان المقدم (Castor) و رأس التوأمان المؤخر (pollux) الموجودين في كوكبة الجوزاء (Gemini). يعتبر هذا الهطل من عمليات الهطل الأفضل للرؤية في كلا نصفي الكرة الأرضية. هذا الهطل ينافس هطل البرشاويات من حيث وفرة الشهب و التي يمكن أن تصل بين 50 و 100 شهاب في الساعة الواحدة. و بسبب كون هذا الهطل غزير, فحتى لو وجد ضوء القمر يمكن للكثير من الشهب أن تظهر لنا و تتغلب على لمعان ضوء القمر (يمكنك قراءة المزيد عن هذا الهطل في المقال أيضا).
تُعد مشاهدة الهطل الشهابي في ليلة مظلمة و صافية تجربة لا يمكن نسيانها. هذا العرض الكوني يجعل حتى أقوى الفلكيين ينظرون بخشوع إلى آلاف الأشرطة الضوئية التي تومض و تخترق سماء الليل مشكلة عرضا سماويا مثيرا للإعجاب.
يحدث الهطل الشهابي عندما تقوم الجسيمات أو الغبار الناتج عن المذنبات أو الكويكبات بدخول الغلاف الجوي للأرض عند سرعة عالية جدا. عندما تقوم تلك الجسيمات بصدم الغلاف الجوي, تلامس مثيلاتها الموجودة في الغلاف الجوي و ينشأ احتكاك يؤدي إلى تسخين الشهب إلى درجات حرارة تفوق 3000 درجة فهرنهايت. تقوم هذه الحرارة بتبخير معظم الشهب, خالقة بذلك ما ندعوه بالنجوم الساقطة ( و التي يصبح معظمها مرئيا عند ارتفاع يبلغ حوالي 60 ميل). تتناثر بعض الشهب بشكل كبير, الأمر الذي يؤدي إلى وميض أكثر لمعانا و يُعرف بالكرة النارية, الأمر الذي يمكن سماعه من مسافة تصل إلى 30 ميل.
مــا هي الشهب؟
معظم الشهب صغيرة جدا و لها حجم حبة رمل, و لذلك فهي تتفتت في الهواء. الشهب الأكبر التي يمكن لها أن تصل إلى سطح الأرض تُعرف بالنيازك و هي نادرة.
إن تحطم الجسم يعتمد على تركيبه, سرعته و زاوية الدخول. الشهب الأكثر سرعة و التي تدخل عند زوايا مائلة تعاني من إجهادات أكبر. تقاوم الشهب المكونة من الحديد الإجهاد بشكل أكبر من تلك الصخرية. حتى أن الشهاب المكون من الحديد عادة ما يتحطم عندما يصبح الغلاف الجوي أكثر كثافة, أي على ارتفاع حوالي 5 إلى 7 ميل.
يمكن أن تنفجر الشهب الكبيرة فوق السطح مُشكلة دمارا واسعا جراء الانفجار و الحريق الذي يمكن أن يعقبها. حصل هذا الأمر في العام 1908 فوق سيبيريا, ضمن ما عُرف بحدث تونغوسكا.
حقائق حول عمليات الهطل الشهابي
غالبا ما يتم رؤية الشهب و هي تسقط من السماء فقط – واحد هنا, و آخر هناك. و لكن هناك أوقات خاصة من السنة نشاهد فيها عشرات أو حتى مئات الشهب في الساعة الواحدة و هي تضيء سماء الليل, و تبدوا لنا و كأنها قادمة من جزء محدد من السماء, و تُشع في كل الاتجاهات, و من ثًّم تسقط باتجاه الأرض واحدا بعد الآخر.
تحصل عمليات الهطل الشهابي عندما تمر الأرض عبر ذيل حطامي خلفه ورائه مذنب. على سبيل المثال, فإن الهطل الشهابي للجباريات يحصل عندما تمر الأرض عبر سحابة من الحطام الذي نتج عن مذنب هالي. عمليات الهطل الأخرى ناتجة عن الحطام الناتج عن الكويكبات. يمكن للآلاف من هذه الجسيمات الموجودة في الحطام أن تدخل الغلاف الجوي للأرض, مُشعلة و تاركة ورائها ذيول نارية خلال احتراقها في الغلاف الجوي.
بشكل وسطي, يمكن للشهب أن تصل إلى سرعة تبلغ 30000 ميل في الساعة (48280 كيلومتر في الساعة) ضمن الغلاف الجوي و أن تصل درجة حرارتها إلى حوالي 3000 درجة فهرنهايت (1648 درجة سيلسيوس). أحيانا, يمكن للشهب أن تنفجر ضمن كرات نارية مهيبة يُمكن رؤيتها في وضح النهار.
عمليات هطل شهابي للمشاهدة
هناك عدة عمليات هطل شهابي دورية يمكن للفلكيين و الراصدين الهواة أن ينتظروها في كل عام.
الأســـديات (Leonids): يعتبر الهطل الشهابي للأسديات أكثر عمليات الهطل الشهابي إثارة للإعجاب و أكثرها لمعانا و تُعرف أيضا بملك الهطل الشهابي. يمكن أن يَنتج عن هذا الهطل عاصفة شهابية حيث تمطر الأرض بالآلاف من الشهب خلال الدقيقة الواحدة عندما تصل إلى ذروتها. في الحقيقة, تم صياغة تعبير الهطل الشهابي بعد أن قام الفلكيين برصد أحد أكثر عروض الأسديات إثارة في العام 1833. إن أجمل عروض الهطل الشهابي "الأسديات" يحصل في مجال زمني يصل تقريبا إلى 33 يوم فقط. آخر العروض المذهلة للأسديات حصل في العام 2002 حيث أنار سماء الأرض و لا يتوقع أن يعود هذا العرض حتى العام 2028.
البرشاويات (Peseids): هطل شهابي آخر يستحق أن نبقى مترقبين له خلال الليل, هو الهطل الشهابي للبرشاويات الذي يترافق مع مرور الأرض عبر حطام مذنب سويفت – توتل. تمر الأرض عبر مدار هذا المذنب في كل عام خلال الشهر الثامن (اوغست). هذا الهطل ليس نشطا كالأسديات, و لكنه الهطل الشهابي الأكثر مشاهدة في السنة, و يصل ذروته في 12 أوغست من كل عام مع معدل للشهب يتجاوز 60 شهاب في الدقيقة.
الجباريات (Orionids): الهطل الشهابي للجباريات, و كما ذُكر في الأعلى, يُمطر الأرض بشهب ناتجة عن مذنب هالي و الذي يكمل دورة واحدة حول الشمس كل 75 إلى 76 سنة. يحصل الهطل الشهابي للجباريات في الشهر العاشر (اوكتوبر) من كل عام و يمكن أن يستمر لمدة أسبوع, يمكن للراصدين الصبورين أن يرصدوا ما يقع بين 50 إلى 70 نجما ساقطا في الساعة الواحدة عندما يصل هذا الهطل إلى ذروته. تم تسمية عمليات الهطل الشهابي نسبة إلى الكوكبات التي تبدوا و كأنها مصدر للهطل.
تصدر الجباريات عن كوكبة الجبار العظيم (اورايون), في حين أن البرشاويات تبدوا و كأنها صادرة عن كوكبة فرساوس (حامل رأس الغول). عمليات الهطل الشهابي الأخرى التي تستحق المشاهدة هي الكوادرانتيدات (Quadrantids), التوأميات (Geminids), القيثاريات (Lyrids).
الكوادرانتيدز (Quadrantids): ينتج الهطل الشهابي للكوادرانتيدات عن حطام الكويكب المعروف بـ 2003EH1 و الذي كان في الغالب جزءا من مذنب تمزق إربا قبل قرن من الآن. دخل الحطام إلى الغلاف الجوي للأرض في وقت مبكر من الشهر الأول في العام 2012 و قدم للفلكيين و الراصدين الآخرين عرضا موجزا استمر لعدة ساعات.
التوأميات (Geminids): مثل الكوادرانتيدات, ينتج الهطل الشهابي للتوأميات عن الجسيمات الغبارية لكويكب, و لكن في هذه المرة الكويكب القريب من الأرض و المعروف بـ 3200Phaeton. معظم عمليات الهطل الشهابي تنتج عن المذنبات, و لذلك فإن امتلاك الكوادرانتيدات و التوأميات لكويكب كمصدر لها جعلها مختلفة عن عمليات الهطل الشهابي الأخرى. تنشر التوأميات ما يصل إلى 40 شهاب في الساعة الواحدة عندما تصل ذروتها, و تبدوا و كأنها صادرة عن كوكبة الجوزاء.
أفضل الأوقات و الأزمنة لرؤية عمليات الهطل الشهابي
الناس الذين يعيشون في النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجودين في أفضل موقع من أجل رصد أكثر عمليات الهطل الشهابي جمالا. على سبيل المثال, تقع أمريكا الشمالية مباشرة أسفل منطقة من السماء يظهر فيها ضمن الشهر الأول الهطل الشهابي للكوادرانتيدات.
يمكن للقمر اللامع أن يُخفض من احتمالية رؤية هطل شهابي جيد, الأمر الذي يستبعد معظم الشهب عدا تلك الأكثر لمعانا. يُخفف التلوث الضوئي أيضا من امكانية رؤية المشهد, و لذلك فإن أفضل الأماكن لرؤية الهطل الشهابي, هي المواقع الريفية.
تُعتبر ساعات ما قبل الفجر من أفضل الأوقات لمشاهدة معظم عمليات الهطل الشهابي, عندما يكون ذلك الجزء من الأرض الذي تقف عليه مواجها لاتجاه مدار الأرض. الأمر مشابه لصدم البعوض للزجاج الأمامي لسيارة عند تحركها. من ناحية أخرى و في الساعات المتأخرة من الليل, تصبح الشهب أقل تواجدا – بشكل يشابه لصدم البعوض للمصد الخلفي لسيارة.
أفضل أوقات السنة لرؤية عمليات الهطل الشهابي
يمكن رؤية عمليات الهطل الشهابي في أوقات مختلفة من السنة, و يعتمد الأمر على مواعيد مرور الأرض عبر مسار مذنب أو كويكب. تحصل بعض عمليات الهطل الشهابي بشكل سنوي, بعضها الآخر يظهر خلال فترة تمتد على عدة سنوات, في حين أن بعض أفضل العروض – العواصف الشهابية – يمكن أن تحصل لمرة أو اثنتين خلال العمر.
يمكن للطقس أن يعيق الحصول على مشهد جيد للهطل الشهابي. تعتبر السماء الصافية هبة لراصدي الليل, و لذلك فإن عمليات الهطل الشهابي في الصيف هي الأكثر توقعا من تلك التي تحصل في أشهر الخريف أو الشتاء.
حـــول الصورة -
هذه الصورة للهطل الشهابي للتنينات (Draconid). و الذي قدم عرضا مذهلا في الشهر العاشر من العام 2011. حيث شاهد الراصدين الأوروبيين أكثر من 600 شهاب في الساعة الواحدة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق