الاثنين، 8 أبريل 2013

قصة خلق الكون للأطفال الجزء الاخير....

وبعد ما انتهت الأسرة من واجباتها اليومية قال إبراهيم:
إبراهيم: أمي لقد عرفت أن شكل السماء والأرض مثل كرة كبيرة بداخلها كرة صغيرة. 
الأم: أحسنت يا إبراهيم. 
هند: أمي أكملي لنا القصة الجميلة فقد تعلمنا منها كثيرا. 
الأم: حسنا يا هند ولكن قبل أن نبدأ بقصة جديدة، من يلخص قصة أمس؟
فاطمة: أنا يا أمي. 
الأم: تفضلي يا فاطمة. 
فاطمة: لقد فهمت منك يا أمي أموراً عن السماء. 
أولاً: أن الله عز وجل خلق السماء بعدما خلق الأرض. 
ثانياً: أن الله عز وجل خلق السماوات في يومين وهما الخميس والجمعة وانتهى سبحانه وتعالى من خلقها في آخر ساعة من يوم الجمعة،لأجل ذلك هي ساعة مباركة يستجاب فيها الدعاء. 
ثالثاً: أن السماوات والأرض كانتا ملتصقتين فالله فتقهما بقدرته سبحانه وتعالى. 
رابعاً: أن الله عز وجل رفع السماوات عن الأرض بغير عمد. 
خامساً: أن السماوات كانت دخانا فقال: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ وعرفنا أن الله أمرها بأن تطلع الشمس والقمر والنجوم. 
سادساً: أن السماء كانت واحدة فجعلها الله سبع سماوات. 
الأم: من يكمل على فاطمة؟
عائشة: أنا يا أمي.
الأم: تفضلي يا عائشة. 
عائشة: سأكمل على فاطمة، سابعاً: أن السماء كروية.
ثامناً: أن بين السماء والأرض من كل ناحية مسيرة خمسمائة عام، وسمكها في نفسها مسيرة خمسمائة عام، ثم السماء الثانية محيطة بالسماء الدنيا وما حوت وبينهما من بعد المسير خمسمائة عام، وسمكها خمسمائة عام، وهكذا الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة. 
تاسعاً: أن السماء الدنيا محيطة بجميع الأرض وما حولها من الماء والهواء من جميع نواحيها وجهاتها وأرجائها، وهي مرتفعة عليها من كل جانب على السواء. 
الأم: أحسنت يا عائشة، وأحسنت يا فاطمة، بارك الله فيكما. وأزيد على ما ذكرتما وهي العاشرة: أن الله جعل في السماء الدنيا غلافا لنا يحيط بالأرض حتى يحفظنا الله من الإشعاع الضار بنا وبالنبات والحيوان أيضاً. 
رقية: أمي وما معنا السماء الدنيا؟ هل هناك سماء غيرها؟
الأم: أحسنت يا رقية سؤال جميل، وجوابه أن ما بين السماء والأرض يسمى سماء، وهي التي ترينها بعينك من شمس وقمر ونجوم وكواكب وأفلاك وسحاب. وكل هذا في السماء الدنيا. 
رقية: يعني يا أمي كل ما نراه فوقنا ويراه الفلكيون بالمناظير داخل في السماء الدنيا وليس هو السماء الدنيا!!!!!! فما هي السماء الدنيا يا أمي؟
الأم: السماء يا أبنائي مبنية بناء محكماً قال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ﴾ [الملك: 3]. 
أما السماء الدنيا فلها أبواب وحراس وسكان، وسمكها مسيرة خمسمائة عام وبينها وبين الثانية مسيرة خمسمائة عام. 
فكل ما نراه نحن هو الخلق الذي قال الله فيه وما بينهما قال تعالى: ﴿ وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزخرف: 85] وقال: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ﴾ [ق: 38].
لعلكم فهمتم جميعاً المقصود. 
الأبناء كلهم: نعم يا أمي لقد فهمنا جزاكِ الله خيراً. 
فاطمة: أمي تذكرت حديث النزول: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول هل من داعٍ فأستجيب له هل من مستغفرٍ فأغفر له هل من سائل فأعطيه" فعرفت الآن أن السماء التي يأتيها وينزل إليها الله سبحانه وتعالى غير السماء التى كنا نظنها. 
خديجة: أمي ومتى خلق الله الشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب والليل والنهار. 
الأم: نعم يا خديجة سأجيب عليك بإذن الله فهذا موضوع قصة اليوم.
ولكن سأجيب باختصار لأنكم مطالبون بقراءة ما قد أعددته عن الشمس والقمر والنجوم والأرض أيضاً في مختصر يجمع الأدلة والفوائد وخلاصة القول في هذا الخلق.
أما عن خلق الشمس والقمر لم يأت الحديث عنهما منفصلتان كالسماء والأرض وإنما جاء حديث القرآن عنهما تابعاً. 
إبراهيم: لماذا يا أمي؟
الأم: لأنهما جزء تابع لهما فمثلاً قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ [نوح: 15-16]  فلما خلق الله الأرض وما عليها، خلق السماء وما فيها من شمس وقمر ونجوم وكواكب وملائكة، ولما خلق الله الشمس والقمر وسيرهما. 
فقاطعتني رقية قائلة: وما معنى سيرهما هل لهما رجلان يمشيان عليهما يا أمي. 
الأم: يا رقية هل كل شيء يمشي له أرجل، فمثلا الكرة تتدحرج على الأرض، وتسير وتدور في السماء وليس لها أرجل.
عائشة: أكملي يا أمي، يا رقية لا تقاطعي أمي كثيرا.
الأم: رفقا بأختك يا عائشة فنحن كلنا نريد أن نتعلم فلا حرج على من يسأل. 
هيا نكمل؛ لما خلق الله الشمس والقمر وسيرهما، خُلق الليل والنهار، فبدون شمس وقمر فلن يكون ليل ولا نهار. 
خديجة: نعم يا أمي هذه فائدة الشمس والقمر، فهل لهما فوائد أخرى؟
الأم: نعم يا بنيتي فالشمس والقمر لهما فوائد كثيرة، وأريد منكم التفكر فيهما وتخرجوا أنتم الفوائد. 
فاطمة: أنا أبدأ يا أمي.
1- معرفة عدد السنين والحساب. 
2- معرفة مواقيت الصلاة. 
3- الضوء والدفء والحرارة. 
عائشة: وأنا أخذت في مادة العلوم أن الشمس:
4- مفيدة للعظام لأجل فيتامين د الذي يساعد بإذن الله على امتصاص الكالسيوم.
5- مفيدة للنبات لتصنيع المادة الخضراء. 
6- مطهرة. 
الأم: أحسنتما وبارك الله فيكما. ومن فوائدها أيضا:
7- علاج حالات الاكتئاب بإذن الله. 
8- وهي مفيدة للإنسان والحيوان والنبات وأيضا الجماد. 
رقية: وأنا أخذت في مادة التوحيد هذه الآية ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 5]. 
فعرفت أن الله جعل لنا الشمس ضياء والقمر نورا وأيضا لنعرف عدد السنين والحساب.
 
الأم: أحسنت يا رقية وبارك الله فيك.
إبراهيم: أمي ما الفرق بين الضياء والنور؟
الأم: الفرق بينهما يا ولدي أن الضياء فيه إنارة وحرارة، أما النور فليس مصحوبا بحرارة.
فاطمة: تذكرت حديثا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( الطهور شَطْرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة بُرهان، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والقرآنُ حُجَّة لكَ أو عَليْكَ، كُلُّ الناس يَغْدُو فبائِعٌ نفسَهُ فمُعْتِقـُها أو مُوبـِقـُها )) رواه مسلم. فلماذا الصلاة نور، والصبر ضياء؟ 
الأم: سؤالك جميل يا فاطمة، بارك الله فيك........
الصلاة يا أبنائي للمؤمن راحة ومتعة فهي كنور القمر ننظر إليه ونتمتع برؤيته، أما الصبر ففيه ألم فهو كضياء الشمس فيه حرارة وشدة، فالصلاة تنير الطريق في الظلام كالقمر وأجر عظيم بلا تعب، والصبر أجره عظيم كمنافع الشمس ولكن فيه ألم كحرارة الشمس. 
فعلينا بالصبر والصلاة أرجوكم؛ فنحن لم يُخلق لنا هذا الكون العظيم؛ إلا لكي نعبد خالقه ونسبحه ونحمده؛ وجزاؤنا جنة الخلد............................. 
هنا يا أبنائي نأتي لختام قصتنا الجميلة عن خلق الكون. 
فاطمة: لماذا يا أمي فإننا لم نكمل الكلام عن الشمس والقمر وباقي المخلوقات؟
الأم: نعم يا فاطمة أنا أعرف ذلك؛ لكني أريد في هذه القصة أن تعرفوا قصة خلق الله للكون أما التفاصيل فقد عملت بحثا مختصرا لها وعليكم أن تذاكروه جيدا ففيه منافع كثيرة بإذن الله.
بارك الله فيكم أجمعين وجعلكم شاكرين عارفين لنعم الله العظيم، فمن عرف الله ازداد شكرا له.
فمن كان بالله أعرف كان له أعبد

0 التعليقات:

إرسال تعليق